أفضل 10 برامج لتعلم اللغة الإنجليزية. لا لا، أفضل خمسين قناة على يوتيوب لتعلم الإنجليزية. لست مقتنعا بعد؟ إذا ما رأيك في ذلك: كيف تتقن اللغة الإنجليزية عن طريق مشاهدة الأفلام فقط!
بصراحة، مللت من هذا الهراء المنتشر حول تعلم اللغة الإنجليزية. فقبل البدء بكتابة هذا المقال قمت بعمل بحث بسيط على جوجل لأخذ فكرة عن نوعية المحتوى المتصدر، حتى أستطيع أن أقرر بعدها هل يمكنني إضافة جديد لهذا الموضوع أم لا.
لكن كالعادة، تبهرني كمية المحتوى السئ متدني الجودة المتصدر للنتائج. وشعرت ببعض المسؤولية تجاه متعلمي اللغة الإنجليزية العرب، لأنني -إن لم تكن تعلم- استطعت بتوفيق من الله تعلم اللغة تعلما ذاتيا بالاعتماد الكامل على الإنترنت، وهو ما يسعى إليه الكثيرون الآن.
هذا الشعور بالمسؤولية تملكني بسبب تأكدي من فشل معظم هذه المقالات التي تحدثك عن كيفية تعلم اللغة الإنجليزية في مشاركة تجربة حقيقية. تجربة تتعلم من نجاحاتها وتتجنب أخطائها.
تجربة لشخص تعلم بالفعل واستطاع الوصول لما تود الوصول إليه، وليس مجرد مقال يخبرك ب”أفضل” المصادر التي قد لا تناسبك أصلا!
المهم، وكي لا أطيل في المقدمة، سأشارك معك في هذا المقال تجربتي الكاملة في تعلم اللغة الإنجليزية. سأركز على الأخطاء والمحاولات الفاشلة أكثر من النجاح. لن أزودك بقائمة بأفضل مصادر تعلم اللغة، ولكن سأزودك بقائمة بالأخطاء التي وقعت فيها -والتي غالبا ما ستقع فيها أنت أيضا- والمبادئ التي استخدمتها وساعدتني في التعلم بشكل أفضل وأسرع.
ساتحدث عن الأساسيات التي يمكنك بعد فهمها توجيه نفسك وإنشاء خطتك الخاصة وتصحيح مسارك باستمرار.
لماذا تريد تعلم اللغة الإنجليزية أصلا؟
لن أحاول أن أكتب قائمة أخرى بأسباب تدفعك لتعلم اللغة الإنجليزية. لكن، عليك أنت أن تجيب عن هذا السؤال بأكبر تفصيل ممكن: لماذا أود تعلم اللغة الإنجليزية؟
ليس الغرض من هذه الخطوة هو مجرد امتلاك حافز يدفعك للتعلم في أوقات الإحباط. السبب أكبر من ذلك. سبب تعلمك للغة سيحدد المسار الذي ستسلكه أثناء التعلم. سيحدد المهارات التي ستركز عليها والمواضيع التي ستحاول إتقانها.
لذلك، رغم أن هذه الخطوة بديهية، إلا أن معظم من يحاول تعلم اللغة الإنجليزية الآن لا يملك أي سبب أو هدف شخصي يتطلب إتقانه للغة. هو مجرد تابع لموجة تطوير الذات ودراسة المساقات (الكورسات) وإيجاد مصدر دخل بالدولار.
لست مضطرا لدراسة أفضل الكورسات العالمية إن كانت غير مفيدة لحالتك الشخصية أو مسارك المهني. لست مضطرا لاحتراف البرمجة إن كانت غير مفيدة لك. وأخيرا، وما يهمني هنا، أنك لست مضطرا لتعلم اللغة الإنجليزية إن لم يكن لها أي فائدة حقيقية أو استخدام مباشر في حياتك.
في الحقيقة، فمحاولة تطوير ذاتك بهذه الطريقة -دراسة أشهر المساقات وتعلم أكثر المهارات طلبا وما إلى ذلك- سيقلل من تميزك مع الوقت. ستصبح نسخة من الآخرين، جميعكم درستم نفس المواضيع وتعلمتم من نفس المصادر واكتسبتم نفس المهارات!
يطول الحديث في هذه النقطة وسأكتب عنها باستفاضة في تدوينة أخرى، لكن للتلخيص: يجب أن تحدد بدقة لماذا تريد تعلم وإتقان اللغة الإنجليزية.
الآن، سأحكي لك المراحل التي مررت بها أثناء تعلمي وحتى وصولي للمستوى B2 (وفقا لاختبار EF SET الذي أجريته منذ عامين. أتوقع أنني في المستوى C1 الآن).
محاولة تعلم اللغة الإنجليزية بالطرق التقليدية
كأي مجال أحاول تعلمه، تكون البدايات سيئة لأقصى درجة فأنا لا أعرف من أين أبدأ أو من أسأل أو أين أجد المعلومة صحيحة.
تتخبط بين فيديوهات قناة دروس أونلاين التي يشرح فيها أحمد أبو زيد القواعد مشكورا، ويتحدث عن بعض الطرق “البدائية” لتعلم اللغة.
حفظ الكلمات الأكثر شيوعا
تبدأ بتطبيق كلامه والانسياق وراء نصائحه. أتحدث تحديدا عن نصيحته بشأن حفظ أكثر الكلمات شيوعا في اللغة، النصيحة التي كانت كفيلة بإبطاء رحلة تعلمي وانتهاجي منهجا خاطئا في تعلم اللغة الإنجليزية. منهج يعتمد على الحفظ والدراسة كأنك في أحد فصول المدارس الحكومية.
لكن لا بأس، كانت هذه هي الطريقة المنتشرة والمعروفة لتعلم اللغات -لا عجب أن الإقبال على التعلم كان منخفضا آنذاك- وهكذا تعلم هو الإنجليزية، وهكذا ظننت أنه يجب علي تعلم اللغة أيضا.
لا أتذكر بالضبط متى توقفت عن محاولة حفظ الكلمات المستقلة الموجودة بداخل ملف إكسيل اللعين هذا والذي يتكون من حوالي 2,000 صفا غير منسقي المظهر، مجرد فتح الملف لبضعة ثوان كان كفيلا بإصابتي بنوبة هلع.
محاولة فهم كل القواعد
كفانا حديثا عن الكلمات وحفظها بالطريقة الحمقاء تلك. لنتحدث قليلا عن القواعد!
صدقني، يمكنني كتابة مقال كامل باللغة الإنجليزية مكون من ألف كلمة ولن أحتاج إلى كل هذه القواعد المعقدة. لاحظ أنني أتحدث عن القواعد المعقدة وليس البسيطة الضرورية سهلة الفهم، التي ستساعدك على التحدث ولن تصيب لسانك بالشلل.
ما الذي أود أن أقوله هنا؟ ببساطة وبوضوح: لا تحفظ أي قائمة غبية مكونة من الكلمات الأكثر شيوعا، لا تحاول حتى، ولا تنشغل بتحضير دكتوراة في قواعد اللغة الإنجليزية.
خذ فكرة عن القواعد بشكل يسهّل عليك فهم ما تقرأه وضبط ما تقوله، وتعلم كلمات جديدة وسط سياق وجمل مفيدة. هكذا ستستطيع فهم المعنى الإنجليزي للكلمة واستخدامها في كلامك وكتاباتك واستحضار معناها فورا عند قرائتها أو سماعها.
وبهذه الطريقة أيضا، ستتفادي -ولو بشكل جزئي- مشكلة عدم القدرة على التفكير باللغة الإنجليزية. وهي مشكلة شائعة جدا بين متعلمي اللغة، يحفظ الكثير والكثير من الكلمات ثم عند التحدث لا يستطيع استحضارها في ذهنه!!
كيف تتجنب الأخطاء السابقة؟
نعود لموضوعنا..
ستواجهك صعوبة في البداية عند محاولة تعلم كلمات جديدة ضمن سياق مفهوم (قصة، أو فيديو، أو كتاب مثلا) وهي كثرة الكلمات الجديدة -خصوصا إذا كنت ذا مستوى مبتديء تماما.
والحل لهذه المشكلة وفق تجربتي هو الصبر وتقبل شعور عدم الراحة الذي سيأتيك عندما تقرأ جملة في مقال ما فتمضي عشر دقائق كاملة محاولا فهم كل كلمة من هذه الجملة “المعقدة”.
رغم بداهة هذا الحل وبساطته إلا أنه فعال جدا، فهذا الشعور المزعج بعدم الراحة دليل على أنك تتعلم وتنمو. هذا بالإضافة إلى أنه سيزيد من متعة التعلم، فعند زيادة صعوبة مستوى اللعبة قليلا تزداد المتعة وتكبر المكافأة.
في كل الأحوال، سواء كنت تحفظ الكلمات ضمن جمل وسياق أم منفردة فستحتاج إلى طريقة مناسبة للحفظ. ومن تجربتي أخبرك أن أفضل طريقة كانت استخدام تقنية التكرار المتباعد Spaced Repetition مع تطبيق AnkiDroid المتوافر على كل المنصات.
سأتحدث بمزيد من التفصيل عن هذه الطريقة في الأقسام القادمة. لكن دعنا الآن ننتقل للمرحلة التالية من رحلتي في التعلم..
الدراسة مع قناة (zAmircanEnglish) ذا أميركان إنجلش
تبدأ هذه المرحلة فور مشاهدتي لأول فيديو من قناة ذا أمريكان إنجلش لصاحبها الأستاذ إبراهيم عادل. بدأت التعلم مع هذه القناة قبل أن تكون معروفة، قبل الإعلان عن التطبيق الخاص بها وقبل إطلاق طليق وقبل وصولها لملايين المشتركين.
المهم، فور مشاهدتي لأول فيديو -أعتقد أنه كان كورس تعلم الإنجليزية من الصفر- علمت أنني أمام محتوى تعليمي ممتاز، فقد أعجبت بالنظام الذي تتبعه القناة. فهي عبارة عن كورسات متدرجة ذو خطة واضحة لإكمالها مع واجبات بعد كل درس وملخص لكل حصة.
لا أذكر أنني وجدت أي قناة عربية لتعليم اللغة الإنجليزية تهتم بتقديم كورسات منهجية بهذا الشكل وفق منهج تكمل أجزاؤه بعضها البعض.
أفضل ما أمكنني إيجاده في ذلك الوقت هو فيديوهات -ليست مختلفة بأي شكل عن المقالات المتصدرة لنتائج البحث حاليا- تتحدث عن أفضل المصادر لتعلم اللغة الإنجليزية أو أفضل طرق تعلمها أو أي موضوع غير التعليم نفسه.
طبعا هناك من اهتم بتقديم كورسات لكن الجيد منها كان مدفوع وثمنه بالنسبة لي كان مرتفعا جدا، والمجاني منها لا يوفر طريقة واضحة للاستفادة من المحتوى ولا يرشدك إلى الخطوات التالية بعد إنهائك الكورس كاملا، مما كان يتسبب في تخبطي بين الكثير من المصادر وعدم تحقيق أي تقدم يذكر.
لم تقتصر قناة الأستاذ إبراهيم عادل -ذا أميركان إنجلش- على تعليم اللغة الإنجليزية مجانا وبطريقة ممتعة وأسلوب تفاعلي فقط. لكن، وهذا هو الأهم، كانت مع الوقت تحارب الأساطير والخرافات المنتشرة عن تعلم اللغة الإنجليزية وتعلم اللغات بشكل عام.
فقد أحدثت هذه القناة بأسلوبها ومنهجها الاحترافي طفرة وارتفعت بوعي الناس حول شكل كورسات اللغة الإنجليزية. لم أرد أن أقول ذلك، لكن، لن تحتاج إلى مصادر تعليمية -أقصد بخصوص جانب الشرح والفهم والتعامل مع اللغة- أخرى مع وجود هذه القناة.
بمناسبة حديثنا عن قناة ذا أميركان إنجلش ومصادر تعلم اللغة عموما، فإليك نصيحتي بهذا الشأن: أفضل المصادر العربية لتعليم اللغة الإنجليزية -بل أفضل المصادر العالمية حتى- لا يمكنها أن تفيدك بأي شكل إلا عند توافر شرطين:
1. حرصك على دراسة المادة التعليمية والالتزام بإنهائها، لا داعي لشكري على هذه المعلومة البديهية.
2. الممارسة المكثفة، وهذه هي المرحلة التالية من تعلمي للغة.
لذا دعني أنتقل بك إلى تفاصيل هذه المرحلة قبل أن تمل وتغادر المدونة.
البدء بممارسة اللغة الإنجليزية
بدأت بمحاولة حفظ قائمة كلمات وكانت الاستفادة صفر. تعلمت كثيرا ودرست أكثر مع قناة ذا أميركان إنجلش. الآن، حان وقت مواجهة العالم والدخول في أصعب مرحلة، المرحلة التي تحمل الفرص الأكبر للنمو والتي إن التزمت بها ستتحسن مهاراتك بسرعة الضوء.
أهلا بنفسي في المرحلة التي طالما تجنبتها -لأنها لل”متقدمين”- والتي كنت دائما ما أخشاها. مرحلة ممارسة اللغة!
أعتذر عن هذه الدراما، لكن صدقني عندما تشاهد أطنانا من المحتوى وتقرأ عشرات المقالات وتسمع آلاف النصائح بشأن تعلم اللغة الإنجليزية وتجد أنهم يذكرون الممارسة على استحياء كأنها يجب أن تكون آخر همك ومحطتك الأخيرة في التعلم فستفهم لماذا كنت أتجنب الموضوع هكذا.
لقد وصل بي الأمر إلى وجود رهبة في نفسي من مجرد مشاهدة فيديو باللغة الإنجليزية بدون ترجمة. لكن أصبح الأمر ممتعا جدا فيما بعد، وهو ما يهمني هنا.
لاحظ أنني قلت في الفقرات السابقة أنه قد ترسخ لدي أن ممارسة اللغة -تحديدا التحدث والاستماع- هي للمستوى المتقدم فقط، وهنا أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبتها في حق نفسي أثناء التعلم.
الممارسة يجب أن تكون من أول يوم!
سواء كان مستواك A1 أم B2 فيجب أن تخصص وقتا للتحدث والاستماع من أول يوم تتعلم فيه اللغة لأن هذا هو سر تعلم أي لغة بسرعة: الممارسة المكثفة.
لا أقصد معنى مجازيا عندما أقول “من أول يوم” بل أقصد المعنى الحرفيّ: تحدث ولو لمدة خمس دقائق في اليوم وشاهد بعض الفيديوهات المسلية أو استمع إلى البودكاستات التعليمية ولو لمدة نصف ساعة فقط في اليوم.
ستجد أن الموضوع غير مريح على الإطلاق، أبشّرك، هذا يعني أنك تتحسن بسرعة. فما يعنيه الشعور بعدم الراحة هنا أنك تقوم بأشياء صعبة عليك، بعبارة أخرى: أنت تتعلم وتتحسن!
قد تبدأ بمشاهدة كارتون للأطفال، سبونج بوب مثلا، أو مصادر موجهة لمتعلمي اللغة لكنها بالإنجليزية تماما. لا بأس، المهم أن تزيد الصعوبة كلما شعرت بالراحة في مستواك الحالي.
فإذا كنت تفهم أكثر من 90% فأنت تحتاج إلى الاستماع إلى مواد تعليمية لمستوى أعلى، أو مشاهدة فيديوهات لمتحدثي اللغة الأصليين. أعتقد أن الفكرة أصبحت واضحة: كلما اعتدت على مستواك الحالي، زد الصعوبة حتى تشعر بقدر معقول من عدم الراحة.
بالنسبة للتحدث فعليك أن تتقبل أن لهجتك في البداية ستكون سيئة جدا ونقطك سيكون كارثيا. لا مشكلة، المهم أن تكمل. لن يتحسن نطقك ولن تكتسب لهجة أفضل إلا بالممارسة.
نقطة أخرى أود أن أنبه إليها بشان التحدث: أرجوك، لا تعطل نفسك ولا تضيع وقتك في تجربة عشرات تطبيقات ممارسة اللغة. لن تجد أحدا جادا صدقني. أؤكد لك أن هذه التطبيقات هي تطبيقات مواعدة تحت ستار تعلم اللغة. من النادر جدا أن تجد شخصا ملتزما وجادا ومستعدا لمساعدتك.
بالطبع سيتركك ذلك متسائلا: لكن كيف كنت تمارس اللغة إذا يا صديقي الخبير؟
أولا، أشكرك على مناداتي بالخبير، ثقتك في محلها. ثانيا، هدفي في البداية كان التحدث بطلاقة بدون الالتفات للنطق الصحيح أو اللهجة السليمة. كان أقصى ما اود تحقيقه هو القدرة الكاملة على ترجمة أفكاري إلى اللغة الإنجليزية.
لذلك لم أهتم بإيجاد من يصحح لي، كنت أتحدث مع نفسي أو أستخدم بعض البرامج التي تعطيك محادثات جاهزة وتقرأ لك أحد أطرافها بصوت روبوتيّ سيء وترد أنت على هذا الصوت كأنك تتحدث إلى صديقك.
لكن، وبعد وصولي لمستوى جيد في التحدث بالفعل، وجدت هذا الفيديو من أستاذ إبراهيم عادل يشارك فيه الطريقة المثالية لممارسة التحدث:
أتمنى لو كان هذا الفيديو متوافرا وقت تعلمي. لكن المهم أنك تملك هذه الطريقة الآن. لذلك جربها والتزم بها إن أعجبتك. وإن لم تعجبك، حاول إيجاد الأسباب التي جعلتك تكره هذه الطريقة وطور طريقتك الخاصة التي تتفادي هذه المشاكل.
بالمناسبة، لن أقترح عليك طرقا محددة لتعلم اللغة، فلكل تفضيلاته وطرقه، لذلك أشجعك وبشدة على التجربة المكثفة لكل طريقة تعرفها، ابتكر طرقك الخاصة حتى، طالما تعمل وتوفر لك النتيجة المرضية فلا مشكلة في ذلك.
لأنك بعد الكثير من الممارسة الموجّهة ناحية التعلم، ستصل لمستوى يؤهلك لما أسميه بالممارسة الحرة. وهي المرحلة رقم -نسيت الرقم- وهي أكثرهم متعة أيضا.
يمكنني فهم كل كلمة!
غالبا ما تكتشف أنك وصلت لهذه المرحلة بالصدفة. ستشاهد أحد الفيديوهات أو تقرأ أحد المقالات خارج الإطار التعليمي الذي تحيط به نفسك، بدافع الفضول، ثم ستجد أنك تفهم كل كلمة مما تسمع!
على الأقل هذا ما حدث معي. كنت أشاهد أحد فيديوهات توماس فرانك عن الإنتاجية، عندما كنت مهووسا بها، وصدمت عندما استطعت فهم كل ما يقوله بدون حتى قراءة النص المصغر.
بوصولي لهذه المرحلة تطور مستواي بسرعة فائقة في فترة قصيرة. لا يمكنني تحديد المستويات بالضبط لأنني لم أكن أجري أي امتحانات تحديد مستوى بشكل دوري. لكن، أعتقد أنني استطعت تحقيق هدفي أخيرا بوصولي هنا.
يمكنني فهم ما أريد فهمه وبالنسبة لي انتهت جميع مراحل التعلم وتطوير اللغة لأنني، إن كنت تتذكر، لدي هدف محدد جدا بشأن تعلم اللغة.
يمكنني التحدث والتعبير عن أفكاري بثقة تامة وبلهجة جيدة. أستطيع قراءة ومشاهدة والاستماع لأي محتوى أجنبي غير موجه للمتعلمين. وصدقني، ستصاب بدهشة من كمية المحتوى الأجنبي الموجود عن أي موضوع مهما كان غريبا أو نادرا.
كما ذكرت، فإنني وبوصولي لهذا المستوى من إتقان اللغة، ليس لدي أي دافع لتطويرها أكثر من ذلك. لكن لاحظت أنها تتحسن بشكل تلقائي. أصبح لدي إحساس باللغة.
يمكنني معرفة أن هذه الجملة خاطئة دون معرفة الخطء تحديدا، يمكنني كتابة مئات الكلمات دون الوقوع في خطأ يخص قواعد اللغة رغم أنني لم أتعمق في أي قاعدة منها حتى الآن.
أعتقد أن هذه هي النتيجة الطبيعية لمشاهدتي واستهلاكي لمئات بل آلاف الساعات من المحتوى الإنجليزي. الوصول لمرحلة الإحساس باللغة كأنها لغتك الأم.
هنا تنتهي تجربتي الشخصية في تعلم اللغة الإنجليزية. دعني الآن أتحدث قليلا عن أهم ما تعلمته من هذه التجربة وما قد يفيدك في رحلتك بشكل مباشر.
نصائح عملية لرحلة تعليمية ممتعة
كما أكرر دائما: هذه النصائح من خلال تجربتي الشخصية، جربها واحكم عليها بنفسك لكن لا تتعامل معها على أنها نصيحة “خبير تعلم لغات” أو أنها إزام بأي شكل!
تحدث من أول يوم!
احرص على التحدث باللغة التي تود تعلمها من أول يوم. شرحت بالتفصيل لم عليك فعل ذلك بالأعلى. لذلك لن أعيد كلامي هنا.
استخدم طريقة التكرار المتباعد
أفضل طريقة جربتها لحفظ الكثير من الجمل والكلمات الجديدة هي طريقة التكرار المتباعد والتي ستجدها مدمجة بشكل جاهز في جميع تطبيقات الفلاش كاردز وأفضلهم AnkiDroid آنكي درويد.
ببساطة، تكتب الجملة في وجه البطاقة ومعناها في ظهرها، ثم يعرض لك البرنامج وجه البطاقة وتحاول انت تذكر المعنى. بعد تخمينك للمعنى ستقلب البطاقة ويظهر لك ثلاثة أزرار في الأسفل، كل زر يعبر عن مدى صعوبة تذكرك للمعنى.

شكل يوضح مفهوم التكرار المتباعد وهو ببساطة عبارة عن تقليل تأثير الزمن على القدرة على التذكر
كلما كان تذكرك للمعنى صعبا كلما قام البرنامج بإعادة عرض البطاقة لك في المرات القادمة بكثافة أكبر. هكذا ببساطة!
ترجم المعنى للغة الإنجليزية
عندما تتخطى المستوى المبتدئ وتدخل في المستوى المتوسط أو ما قبل المتوسط، ستفيدك هذه الحيلة بشكل ممتاز.
استخدامك لقاموس إنجليزي إنجليزي سيجبرك على التفكير باللغة الإنجليزية لأنك ستكون مجبرا على فهم الكلمة الإنجليزية بجملة إنجليزية أيضا. فالعملية كلها إنجليزية من الألف إلى الياء.
لا تحاول التعلم من الأغاني والأفلام
إن كنت أصلا تشاهدهم قبل محاولتك تعلم اللغة فلا مشكلة. لكن لا تحاول فهم ما يقولون خصوصا إذا كان الفيلم أو الأغنية مليئة باللغة العامية Slang ولا تتبع القواعد المعروفة للغة الإنجليزية.
ستصاب بالحيرة وسيتولد لديك مئات الأسئلة فور محاولتك لتحليل وفهم معنى كل جملة تسمعها.
طبعا هناك طرق معينة للاستفادة من الأغاني والأفلام في رحلة التعلم لكن لم أجرب أيا منها وبصراحة أجدها مضيعة للوقت. لكن إن كنت وجدت طريقة مناسبة فجربها وأتمنى لك التوفيق!
لا تلتزم بالنصائح
أعرف أنه من الحماقة أن أخبرك ألا تلتزم بالنصائح وسط قائمة نصائح لتعلم اللغة، لكن ما أقصده هنا: النصائح الإلزامية، النصائح التي تأتيك بصيغة الأمر لا الاختيار.
مشكلتي مع هذا النوع من النصائح أنه لا يراعي الفروقات الفردية ولا الاختلافات الموجودة بين كل متعلم وآخر. يتصور أن الجميع متساو في كل الظروف وبالتالي سينطبق عليه حتما ما انطبق عليه هو.
جرب كثيرا. لا تتوقف عن التجربة. جرب المدفوع والمجاني، والأونلاين والأوفلاين، والأفلام والأغاني … إلخ. المهم، لا تتوقف عن التجربة طالما مازلت تتعلم.
مشكلة الوقت والتخطيط
أنت تعرف حتى الآن كل ما وددت أن أعرفه أنا قبل بدء تعلمي للغة الإنجليزية. ليس كل ما يجب أن تعرفه، لأن هناك المزيد من الدروس والأخطاء التي ربما نسيت ذكرها أو لم أمر بها خلال تجربتي وستمر بها أنت.
لكن المهم، هناك جزء مهم جدا في رحلتك للتعلم وهو التخطيط.
لن أخبرك بأن تضع أهدافا ذكية وتحارب التسويف وما إلى ذلك من كلام محفوظ مكرر. بصراحة أكره هذه المواضيع وأكره من يقدم لها حلولا سريعة على أنها الحلول السحرية التي لن تحتاج إلى حل آخر بعدها.
لذلك لن أشارك معك خطة أو طريقة للتخطيط. ابدأ بعشوائية أو استخدم طريقتك الخاصة في التخطيط. مجددا، المهم أن تبدأ.
لكن قريبا إن شاء الله سأشارك معك دليل المتعلم الذاتي. وهو دليل سيكون شبيها بهذا الدليل في أسلوبه وطريقته. سأعرض خبرتي التي اكتسبتها من تجربتي الخاصة وقرائاتي وألخصها لك في نقاط عملية سريعة يمكنك الاستفادة منها فورا.
بالمناسبة، لا تنسى الاطلاع على المقال الذي ترجمته بنفسي كيف تبدأ مشروع التعلم الفائق الخاص بك. سيكون مفيدا جدا قبل أن تبدأ بالتعلم!
أشجعك على التواصل معي وطرح أي أسئلة بخصوص ما قرأته حتى الآن. سأكون سعيدا باستقبال تعديلاتك ونقدك واقتراحاتك. يمكنك التواصل عبر البريد أو تويتر أو تليجرام.
استخدام الذكاء الاصطناعي في التعلم
عند بدأ كتابة هذا المقال نويت أن أخصص جزئا لأدوات الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامها لتعلم اللغة الإنجليزية. لكن الآن تواجهني مشكلتان:
الأولى: أنني لم أجرب أي أداة من أدوات الذكاء الاصطناعي بغرض تعلم اللغة وهو ما كان سيضطرني إلى تجربتها في فترة قصيرة بنفسي وبالتالي لن أستطيع تقديم مراجعة حقيقية للأدوات.
الثانية: أنني أردت أن يكون هذا الدليل مبنيا بشكل كامل على تجربتي الشخصية. وبما أنني لم أجرب أي أداة من أدوات الذكاء الاصطناعي -لأنها لم تكن موجودة حينها- فقررت أن يكون هذا القسم خارج نطاق هذا الدليل.
ربما سأكتب دليلا أخيرا بعد تجربتي مع الذكاء الاصطناعي يتحدث عن استخداماته العملية. لا أدري. لكن تأكد أنني لن أتحدث عنه إلا إذا جربته لفترة طويلة تمكنني من التحدث عنه بأريحية.
لكن لأزودك ببعض الأفكار لتكون نقطة بداية لك في البحث عن أدوات تساعدك أثناء التعلم فأنصحك بإيجاد بعض الأدوات التي:
– تصحح كتاباتك
– تشرح الكلمات وتعطيك أمثلة واستخدامات مختلفة
– تساعدك في تحسين نطقك وممارسة مهارة التحدث
ماذا الآن؟
لن أذكرك بأهمية البدء ومطاردة أحلامك وتحقيق أهدافك. لا بد أنك مللت من كل ذلك. فقط سأشجعك على التواصل معي وإخباري بأي استفسار أو أي فرصة للتعاون. شكرا للقراءة وأتمنى لك يوما جميلا!